الفرق بين المعالجات ثمانية ورباعية الأنوية
هل الأرقام الزائدة تعني الكثير حقاً كما تعني لك؟ قد يكون الأمر كذلك، ولكن ليس دائماً. في حقيقة الأمر، فإن مضاعفة عدد الأنوية في المعالجات المركزية في الهواتف المحمولة قد يكون مجرد أعمال دعائية لجذب الزبائن كي يشتروا المُنتجات ذات العدد الأكبر “الوهمي” من الأنوية.
دعونا نوضح الأمر أكثر بدون الهجوم بهذا الشكل شبه المُبالغ فيه في شركات تصنيع الهواتف الذكية.
إن الإختلاف الرئيسي بين فئتي المعالجات رباعية وثمانية الأنوية لا يكمن في القوة. ولكنه يكمن في كيفية تثبيت وعمل أنوية المُعالجات هذه. ففي حالة المُعالجات رباعية النواه، تقوم كل نواه بالعمل مُنفصلة على مهمة مُحددة، وهو ما يمنحك بطبيعة الحال القدرة على إجراء مهام متعددة في وقت واحد بسرعة وإنسيابية مثل تشغيل الألعاب ثلاثية الأبعاد والكاميرا السريعة وغيرها الكثير من الإمكانيات.
أما المعالجات التي تمتلك ثمانية أنوية، فهي عبارة عن اثنين من المعالجات رباعية النواه، والتي تقوم بتقسيم نفسها على المهام والتطبيقات التي تقوم بتشغيلها وفقاً لنوعها. فأغلب الوقت، نجد أن الأنوية ذات الطاقة التشغيلية الأقل هي المُختارة للقيام بالمهام التي تطلبها من هاتفك. وعند الحاجة للقيام بمهام أكثر تقدماً، تدخل حينها المجموعة الأسرع في مضمار السباق.
إذا نستطيع أن نقول هنا أن المعالجات ثمانية النواه هي عبارة عن اثنين من المعالجات رباعية النواه. ولكنها لا تعطي الأداء الكامل لها في أكثر الأوقات بسبب العمل في أغلب الوقت على المعالجات الأقل سرعة وقوة. فيما تظل العملية دعائية أكثر لجذب مُحبي الأرقام الكُبرى.
ونستطيع أن نرى في هذه الصورة على سبيل المثال تفوق هاتف نيكسوس 9 على هواتف عدة ذات عدد أنوية أكبر وذلك لأنهم اثنين بقوة أربعة أو أكثر.
بالتأكيد هناك الكثير والكثير ليُقال في هذه النقطة والتي سنذكرها لاحقاً في مقال مُنفصل. ولكني وددت هنا أن أوضح أن عدد الأنوية الموجودة بالمُعالجات قد لا يكون بنفس مقدار أهمية المُعالجات نفسها.