تعد السلع من أقدم طرق التجارة والتبادل بين الناس. في العصور القديمة، كان الناس يعتمدون على تبادل السلع مثل الحبوب والماشية كوسيلة لتلبية احتياجاتهم اليومية. ومع تطور المجتمعات والتقدم التكنولوجي، أصبح تداول السلع إحدى أبرز طرق التداول عبر الإنترنت التي يمكن لأي شخص في أي مكان في العالم جني الأرباح من خلالها.
في وقتنا الحالي، يسعى المتداولون إلى معرفة المزيد عن خبايا أسواق السلع وفهمها بشكل جيد بهدف استغلال الفرص المتاحة لكسب المال. ومن أجل تحقيق ذلك، سنقوم في هذا المقال بشرح شامل لكيفية الاستثمار وتداول السلع عبر الإنترنت.
بدايةً، يجب التعرف على مفهوم السلع. السلع هي الموارد الطبيعية أو المنتجات الزراعية التي يتم زراعتها أو تعدينها. وتعتبر السلع مواد أولية يتم استخدامها في إنتاج الغذاء والطاقة والملابس وغيرها. وتتميز السلع بأنها تنتج بكميات كبيرة وموحدة من حيث الجودة والكمية، مما يعني أن أسعارها هي نفسها بغض النظر عن الجهة التي تنتجها.
تشمل السلع الأكثر تداولًا في العالم أربعة أنواع رئيسية. السلع الطاقة تشمل النفط والغاز الطبيعي والفحم والإيثانول وأشكال الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية. أما السلع المعدنية، فيتضمنها الذهب والفضة والبلاتين بالإضافة إلى المعادن الصناعية مثل خام الحديد والقصدير والنحاس والألمنيوم. أما السلع الزراعية، فتشمل الكاكاو والحبوب والسكر والقمح والقطن وغيرها. وتتضمن السلع الثروة الحيوانية جميع الحيوانات مثل الماشية والأغنام وغيرها.
تداول السلع يتم على مستوى البورصات، حيث يتم شراء وبيع السلع تمامًا كما يحدث في سوق الأسهم. تشمل البورصات المعروفة بورصة شيكاغو التجارية "CME" وبورصة نيويورك التجارية "NYMEX" وبورصة لندن للمعادن "LME".
للبدء في تداول السلع عبر الإنترنت، يمكنك فتح حساب تداول حقيقي على أفضل منصات التداول المتاحة في الوطن العربي. تحتوي هذه المنصات على مجموعة من وسطاء التداول الموثوقين والمرخصين من قبل هيئات مالية عالمية في الأسواق المالية.
يتأثر سوق السلع بعدة عوامل مختلفة تؤدي إلى حدوث تقلبات داخل السوق في بعض الأحيان، مما ينتج عنه تغيرات في حركة الأسعار الخاصة بالسلع. وفيما يلي سأذكر لكم هذه العوامل وأضيف لمستي الخاصة لكل فقرة:
العوامل المؤثرة على أسعار السلع:
العرض والطلب:
تتغير أسعار السلع بتغير معدل الطلب عليها، فكلما ارتفع الطلب على سلعة معينة، زاد سعرها. وبالمثل، ترتفع أسعار السلع عندما يكون هناك نقص في العرض أو المخزون المتاح منها. وبالعكس، عندما ينخفض الطلب على سلعة معينة أو يزداد المعروض منها، ينخفض سعرها.
تغير أسعار العملات:
يتم تسعير السلع عادة بالدولار الأمريكي، ومع تقلبات سعر الدولار، يمكن أن يؤثر ذلك على أسعار السلع أيضًا. على سبيل المثال، إذا زاد سعر الدولار الأمريكي بشكل كبير، فقد يؤدي ذلك إلى انخفاض أسعار السلع مثل النفط الخام والذهب، بالإضافة إلى منتجات الطاقة الأخرى والمعادن الثمينة وغيرها.
النمو الاقتصادي:
يؤثر الازدهار الاقتصادي لأي بلد على أسعار السلع، خاصةً إذا كان البلد المعني من البلدان الرئيسية في إنتاج السلعة أو من البلدان الرئيسية المستهلكة لها. فالازدهار الاقتصادي يعكس القوة الشرائية لسكان البلد، وهو بالتالي يؤثر بشكل واضح على أسعار السلع المتداولة.
العوامل الطبيعية:
تلعب العوامل الطبيعية دورًا حاسمًا في تحديد أسعار السلع، خاصةً في سلع القطاع الزراعي. فعلى سبيل المثال، إذا كان هناك طقس جيد، فقد يكون هناك محصول وفير، مما يؤدي إلى زيادة العرض في السوق. وبالمثل، يمكن أن تؤثر الظروف الجوية السيئة على سعر النفط الحراري والغاز الطبيعي داخل السوق، حيث يزداد الطلب على مصادر الطاقة في حالة موجات البرد، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.